قبل أن يتزوّجها النّبي عليه الصّلاة والسّلام كان الله سبحانه وتعالى يبشّره بأمر زواجه منها حيث يأتيه جبريل عليه السّلام بجارية على حرير فيقول له هذه زوجك في الدّنيا والآخرة فيقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام إن يكن هذا من أمر الله يمضه.
بعد أن أصبحت السّيدة عائشة رضي الله عنها الزّوجة المقرّبة إلى قلب رسول الله من بين نسائه حرصت على توظيف تلك المكانة لتعلّم العلم الشّرعي والتّفقه في الدين حتّى قيل عنها أنّ ربع علم الشّريعة جاء عن طريق عائشة، وقد وقفت مع النّبي الكريم ولازمته وكانت القلب الحنون والصّدر الرّؤوم الذي يأوي إليه النبّي عليه الصّلاة والسّلام ويطمئن.
اشتهرت إلى جانب علمها رضي الله عنها بالغيرة الشّديدة على رسول الله يحفزها إلى ذلك مكانتها من نبي الله عليه الصّلاة والسّلام وما كانت تفخر به بين نساء النبّي من أنّها الوحيدة التي تزوّجها الرّسول عليه الصّلاة والسلام وهي ما تزال بكراً، ومن قصص هذه الغيرة ذكر النّبي للسّيدة خديجة التي لم ينسها أبداً حتّى قالت عائشة له يوماً ما بالك تذكر عجوز حمراء الشّدقين هلكت في الغابرين، قد أبدلك الله خيراً منها، فغضب الّنبي عليه الصّلاة والسّلام مبيّناً لها أنّ الله لم يبدله خيراً منها؛ لأنّها آمنت به حين كفر به النّاس، وصدّقته حين كذّب به النّاس، وآوته حين خذله النّاس، وكان ولده منها ولم يكن من أخرى، فندمت عائشة على ذلك وحلفت على ألا تراجعه في شأنها مرة أخرى.
رأت عائشة يوماً في منامها أنّ ثلاث أقمار تقع في خدرها فأوّل لها ذلك أبوها أبكر بكر الصّديق أنّ ثلاثة سيدفنون في بيتها هم خير أهل الأرض، فدفن النّبي عليه الصّلاة والسّلام ثمّ أبو بكر ثمّ عمر رضي الله عنهما، وقد أملت عائشة بمكان قرب النبي عليه الصّلاة والسّلام فلم تحظ بذلك حيث دفنت في مدافن البقيع في المدينة المنورة رضي الله عنها وأرضاها.
موسوعة موضوع