قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم جيوش المسلمين البالغ عددها ألفاً وثمانمئة مقاتل في غزوة خيبر للقتال مع جيوش يهود خيبر والبالغ عددهم ألفاً وأربعمئة مقاتل بقيادة مرحب بن أبي زينب، ويصادف وقوع غزوة خيبر في شهر محرم في السنة السابعة للهجرة، سنة 628م، وانتهت بانتصار جيوش المسلمين على اليهود.
وقعت غزوة خيبر سعياً من المسلمين لإيقاف أذى يهود خيبر المتمثل بإثارة الفتن وتشجيع بني قريظة على خيانة العهد مع المسلمين، فتوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مدينة خيبر ليوقف يهود خيبر وقبائل نجد عند حدهم، حتى تعيش المنطقة بهدوء وأمن وسلام تام، وحتى يضمن للمسلمين العيش بسلام والتخلص من الصراعات الدامية والتفرغ لنشر الدين الإسلامي ودعوة القبائل إليه.
بالرغم مما حققه المسلمون من انتصار في غزوة خيبر إلا أن بعض المصاعب في بداية الأمر قد واجهتهم وتمثلت بحصون اليهود التي كانوا يقيمون بها، فتطلب ذلك من المسلمين بذل جهود مضاعفة وتأمين الجيوش بالمؤن الكافية لهم طيلة أيام الغزوة، وكما أن هذه الغزوة الأولى بين المسلمين وأهل القلاع والحصون.
سقط ستة عشر شهيداً من جيوش المسلمين في ساحة المعركة، وبلغ عدد قتلى يهود خيبر أكثر من ثلاثة وتسعين قتيلاً، وكان النصر حليف المسلمين، وبعد أن سمع يهود تيماء بنبأ انتصار المسلمين واستسلام يهود خيبر بادروا بطلب الصلح من الرسول صلى الله عليه وسلم ووافق على ذلك ومنحهم كتاباً ينص على :"هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا، أن لهم الذمة، وعليهم الجزية، ولا عداء ولا جلاء، الليل مد والنهار شد"