وقعت أحداث آخر غزوةٍ في الإسلام في السنة التاسعة للهجرة في شهر رجبٍ، وهي غزوة تبوك، وكان من المفترض أن تدور أحداثها بين المسلمين والرومان، حيث إنّ الروم خرجوا من ديارهم زاحفين حتى بلغوا منطقة البلقاء في الأردن، فأمر النبيّ أصحابه أن يتجهّزوا للخروج لملاقاة العدوّ، وكانت تلك آخر غزوةٍ غزاها النبيّ -عليه السلام- مع أصحابه الكرام.
مرّ المسلمون بظروفٍ صعبةٍ جداً، وقد كانت غزوة تبوك امتحاناً حقيقيّاً للمؤمنين، وتفريقاً بينهم وبين المنافقين من الامتحانات التي مرّ بها المسلمون قُبيل الغزوة أو خلال الطريق إليها، يُذكر منها ما يأتي:
نصر المسلمين دون قتالٍ
كانت المفاجأة قد علت المسلمين حين وصلوا تبوك مُتهيّئين لوجود جيش الروم فيها، فلم يجدوا أحداً، وأدركوا أنّ جيش الروم قد ولّى هارباً عندما وصلتهم الأخبار أنّ النبيّ -عليه السلام- قد خرج بجيشٍ تعداده ثلاثين ألف صحابيٍّ لملاقاتهم، ولعلّ الروم قد استذكروا خلال انتظارهم لجيش المسلمين مجريات واقعة مؤتة قبيل وقتٍ قصيرٍ، وما فعله فيهم جيش المسلمين الذي كان يضمّ ثلاثة آلاف مقاتلٍ فقط، فقذف الله في قلوبهم الرّعب وولّوا هاربين، ونصر الله نبيّه دون قتالٍ