آثار ما قبل الإسلام في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار ما قبل الإسلام في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

آثار ما قبل الإسلام في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
عُرفت المنطقة في كتابات الفترة الهلنستية وما بعدها بـ"(Cynaedocolpitae)" كما جاءت عند بطليموس كلاوديوس "(Claudius Ptolemaeus)"، والتي حددها وزمان "(Wissmann)" بسهل تهامة، ساحل البحر الأحمر بين اليمن والحجاز  .  ولم تذكر جازان في كتاب الطواف حول البحر الأريتري " (The Periplus of the Erythraeam Sea)" الذي ألف في القرن الأول الميلادي. وهو شحيح المعلومات قليل الفائدة فيما يورده عن موانئ الجزيرة العربية على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وسكانها - كما أورد - يُدعون الـ " كارنيتز " أو الـ " كارنيتس " (Carnaites)، ويعيشون على صيد الأسماك، بعضهم قرويون وبعضهم الآخر بدو رحل  .  وكلمة كارنيتس لا تتفق مع أي اسم للقبائل أو العشائر التي عُرفت - مؤخرًا - أصولاً لسكان منطقة جازان، حتى مع إجراء بعض التعديلات في النطق أو الكتابة، وهي الطريقة المثلى التي يتعامل بها مع أسماء الأعلام التي ترد في المصادر الكلاسيكية عن الجزيرة العربية.
 
وردت جازان لأول مرة في أحد نقوش المسند الجنوبي الذي يسجل أحداث حملة عسكرية شنها الملك السبئي شمر يهرعش ضدّ قبائل عك والأشاعرة وسهرتن، ودارت رحاها في مكان أطلق عليه النقش عقبة جيزان.
 
يعود تاريخ هذا النقش إلى النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي 275 - 300م، وهو بجانب ذلك يذكر عددًا من الأودية و (وادي مور)، و (وادي خلب)، و (وادي تَعشر)، و (وادي لية)، و (وادي سهام) ويذكر أسماء القبائل (عك)، و (حكم)، (الأشاعرة)  
 
وقد عُثِرَ على عدد من النقوش التي ترجع إلى الفترة نفسها وما بعدها، والتي أوردت أسماء لكثير من المعالم الجغرافية، مثل: الأودية والجبال والقرى التي ما زالت تحمل تلك الأسماء إلى العصر الحاضر  .  وإذا ما سُلِّم بخروج " جيزان " المدينة من اهتمامات الموضوع، فذلك لا يعني خلو المنطقة بكاملها من المخلفات الأثرية والشواهد الحضارية التي تظهر من نتائج المسح الأثرية الذي أجرته وكالة الآثار والمتاحف لمنطقة جازان وشمل: مدينة جيزان، وصبيا، وأبا عريش، وصامطة، وجبال فَيْفَاء، والدرب، وجزر فرسان.
 
وتم تسجيل المواقع الأثرية التي وجدت في هذه الجهات، وأجرى الفريق المختص دراسات أولية شملت المسح وتوثيق المعالم الرئيسة، وجمع عينات من اللقى الأثرية السطحية من تلك المواقع، إضافة إلى إجراء مجسات اختبارية للأمكنة التي رجحت أهميتها. وقد نشرت الوكالة تقاريرها في حوليتها " أطلال " متضمنة النتائج الأولية التي توصلت إليها، إضافة إلى دراسات مختصرة لبعض المواد الأثرية ويأتي الفخار على رأس القائمة في تلك الدراسات.
 
شارك المقالة:
277 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook